كتاب السلام
131 - باب فضل السلام والأمر بإفشائه
قال اللَّه تعالى (النور 27): {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}.
وقال تعالى (النور 61): {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند اللَّه مباركة طيبة}.
وقال تعالى (النساء 86): {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.
وقال تعالى (الذاريات 24، 25): {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا: سلاماً، قال: سلام}.
845 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعالى متفق عَلَيهِ.
846 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لما خلق اللَّه تعالى آدم قال: اذهب فسلم على أولئك: نفر من الملائكة جلوس، فاسمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة اللَّه. فزادوه ورحمة الله قالوا عَلَيهِ.
847 - وعن أبي عبادة البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال أمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. هذا لفظ إحدى روايات البخاري.
848 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بيعهما متفق مُسلِمٌ.
849 - وعن أبي يوسف عبد اللَّه بن سلام رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام رواه التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
850 - وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد اللَّه بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد اللَّه على سَقَّاطٍ (1) ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه. قال الطفيل: فجئت عبد اللَّه بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدث. فقال: يا أبا بطن (وكان الطفيل ذا بطن) إنما نغدو من أجل السلام نسلم على من لقيناه. رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.
------
(1) سَقَّاط: بياع السَّقَطِ، وهو رديءُ المتاع.
------
132 - باب كيفية السلام
ستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحداً، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم.
851 - وعن عمران بن الحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: السلام عليكم. فرد عليه ثم جلس فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: عشر ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فرد عليه فجلس فقال: عشرون ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فرد عليه فجلس فقال: ثلاثون رواه أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
852 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: هذا جبريل يقرأ عليك السلام قالت قلت: وعليه السلام ورحمة اللَّه وبركاته. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وهكذا وقع في بعض روايات الصحيحين: وبركاته وفي بعضها بحذفها، وزيادة الثقة مقبولة.
853 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
وهذا محمول على ما إذا كان الجمع كبيراً.
854 - وعن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ في حديثه الطويل قال: كنا نرفع للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم نصيبه من اللبن فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان، فجاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فسلم كما كان يسلم. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
855 - وعن أسماء بنت يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مر في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وهذا محمول على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جمع بين اللفظ والإشارة. ويؤيده أن في رواية أبي داود: فسلم علينا.
856 - وعن أبي جري الهجيمي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقلت: عليك السلام يا رَسُول اللَّهِ. قال: لا تقل عليك السلام فإنه عليك السلام تحية الموتى رواه أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح. وقد سبق بطوله (انظر الحديث رقم 793) .
133 - باب آداب السلام
857 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير متفق عَلَيهِ.
وفي رواية للبخاري: والصغير على الكبير.
858 - وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد جيد.
ورَوَاهُ التِّرمِذِيُّ عن أبي أمامة قيل: يا رَسُول اللَّهِ الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: أولاهما بالله تعالى قال الترمذي حديث حسن.
134 - باب استحباب إعادة السلام على من تكرر لقاؤه على قرب بأن دخل ثم خرج ثم دخل في الحال أو حال بينهما شجرة ونحوها
859 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ في حديث المسيء في صلاته أنه جاء فصلى ثم جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فسلم عليه فرد السلام فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم حتى فعل ذلك ثلاث مرات. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
860 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم علي حديث أبُو دَاوُدَ.
135 - باب استحباب السلام إذا دخل بيته
قال اللَّه تعالى (النور 61): {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند اللَّه مباركة طيبة}.
861 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يا بني إذا
دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
136 - باب السلام على الصبيان
862 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يفعله. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
137 - باب سلام الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات لا يخاف الفتنة بهن وسلامهن بهذا الشرط
863 - عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كانت فينا امرأة - وفي رواية: كانت لنا عجوز - تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة وانصرفنا نسلم عليها فتقدمه إلينا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
قوله تكركر: أي تطحن.
864 - وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يوم الفتح وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلمت. وذكرت الحديث. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
865 - وعن أسماء بنت يزيد رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: مر علينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في نسوة فسلم علينا. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وهذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مر في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم.
138 - باب تحريم ابتدائنا الكفار بالسلام وكيفية الرد عليهم واستحباب السلام على أهل مجلس فيهم مسلمون وكفار
866 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لا تبدؤوا
اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه رواه مُسلِمٌ.
867 - وعن أنس رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم متفق عَلَيهِ.
868 - وعن أسامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود فسلم عليهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
139 - باب استحباب السلام إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه
869 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة رواه أبُو دَاوُدَ والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
140 - باب الاستئذان وآدابه
قال اللَّه تعالى (النور 27): {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}.
وقال تعالى (النور 59): {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم}.
870 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع متفق عَلَيهِ.
871 - وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنما جعل الاستئذان من أجل البصر متفق عَلَيهِ.
872 - وعن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وهو في بيت فقال: أألج؟ فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل: السلام عليكم أأدخل؟فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فدخل. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
873 - وعن كلدة بن الحنبل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فدخلت عليه ولم أسلم فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ارجع فقل: السلام عليكم أأدخل؟رَوَاهُ أبُو دَاوُد وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
141 - باب بيان أن السنة إذا قيل للمستأذن من أنت أن يقول فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أو كنية وكراهة قوله أنا ونحوها
874 - عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ في حديثه المشهور في الإسراء قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ثم صعد بي جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. ثم صعد إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة وسائرهن، ويقال في باب كل سماء: من هذا؟ فيقول: جبريل متفق عَلَيهِ.
875 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يمشي وحده، فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال: من هذا؟فقلت: أبو ذر. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
876 - وعن أم هانئ رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم وهو يغتسل وفاطمة تستره فقال: من هذه؟فقلت: أنا أم هانئ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
877 - وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فدققت الباب فقال: من هذا؟فقلت: أنا. فقال: أنا أنا!كأنه كرهها. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
142 - باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد اللَّه تعالى وكراهية تشميته إذا لم يحمد اللَّه تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب
878 - عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن اللَّه يحب
العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد اللَّه تعالى كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك اللَّه. وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشهيد رواه البُخَارِيُّ.
879 - وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك اللَّه؛ فإذا قال له يرحمك اللَّه فليقل: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم رواه البُخَارِيُّ.
880 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: إذا عطس أحدكم فحمد اللَّه فشمتوه، فإن لم يحمد اللَّه فلا تشمتوه رواه مُسلِمٌ.
881 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: عطس رجلان عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته وعطست فلم تشمتني؟ فقال: هذا حمد اللَّه وإنك لم تحمد الله قالوا عَلَيهِ.
882 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم إذا عطس وضع يده أو ثوباً على فيه وخفض - أو غض - بها صوته. شك الراوي. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
883 - وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كان اليهود يتعاطسون عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يرجون أن يقول لهم: يرحمكم اللَّه، فيقول: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم رواه أبُو دَاوُدَ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
884 - وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل رواه مُسلِمٌ.
143 - باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء
885 - عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أكانت المصافحة في أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؟ قال: نعم. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
886 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لما جاء أهل اليمن قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
887 - وعن البراء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا رواه أبُو دَاوُدَ.
888 - وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رجل: يا رَسُول اللَّهِ الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: لا قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. (1)
------
[(1) وهو نص في كراهة تقبيل الرجال عند اللقاء العادي. دار الحديث]
------
889 - وعن صفوان بن عسال رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي، فأتيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فسألاه عن تسع آيات بينات، فذكر الحديث إلى قوله: فقبلا يده ورجله وقالا: نشهد أنك نبي. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وغيره بأسانيد صحيحة.
890 - وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قصة قال فيها: فدنونا من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقبلنا يده. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ.
891 - وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
892 - وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تحقرن
من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه ضلالة ثم مُسلِمٌ.
893 - وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قبل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم الحسن بن علي فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من لا يرحم لا يرحم متفق عَلَيهِ.