المنازعات والمخاصمات
وما يتصل بها من البغي والبغض والتهدد والجور والحسد والخداع الخصومة والنقب والرفس والضرب والخدش والرضخ والرجم والسب والسخرية والصفح والعداوة والغيبة والغيظ والغلبة واللطم والمقارعة والمصارعة والذبح
أما البغض: فغير محمود لأنّ المحبة نعمة من الله تعالى والبغض ضدها وضد النعمة الشدة.
وقد ذكر الله تعالى منته على المؤمنين برفع العداوة الثابتة بينهم بمحبة الإسلام فقال تعالى: ^^^ إذا كُنْتُمْ أعْدَاء فَألّفَ بَيْنَ قُلُوبكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنعْمَتِهِ إخْواناً ^^^.
والبغي: راجع على الباغي والمبغى عليه منصور لقوله تعالى: ^^^ إنّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أنْفُسِكُم ^^^.
وقال تعالى: ^^^ ثم بُغي عَلَيْهِ ليَنَصُرنّهُ الله ^^^.
والتهدد: ظفر للمتهدد بالمتهدد وأمن له وأمان.
وأما الحسد: فهو فساد للحاسد وصلاح للمحسود.
وأما الخداع: فإنَّ الخادع مقهور والمخدوع منصور لقوله تعالى: ^^^ وإنْ يُرِيدُوا أنْ يخْدَعُوكَ فإنَّ حَسْبَكَ الله ^^^.
والخصومة: المصالحة فمن رأى أنّه خاصم خصماً صالحه.
والخيانة: هي الزنا.
والنقب في البيت: مكر.
فإن رأى كأنّه نقب في بيت وبلغ فإنّه يطلب امرأة ويصل إليها بمكر.
فإن رأى كأنّه نقب في مدينة فإنّه يفتش عن دين رجل عالم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ^^^ أنا مدينة العلم وعليَّ بابها ^^^.
فإن رأى كأنّه نقب في صخر فإنّه يفتش عن دين سلطان قاس.
وأما الرفس: فمن رأى رجلاً يرفسه برجله فإنه يعيره بالفقر ويتصلف عليه بغناه.
وأما الضرب: فإنّه خير يصيب المضروب علىِ يدي الضارب إلا أن يرى كأنّه يضربه بالخشب فإنّه حينئِذِ يدل على أنّه يعده خيراً فلا يفي له به.
ومن رأى كأنّ ملكاً يضربه بالخشب فإنّه يكسوه.
وإن ضربه على ظهره فإنّه يقضي دينه.
وإن ضربه على عجزه فإنّه يزوجه.
وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما يكره.
وقيل إنَّ الضرب يدل على التغيير وقيل إنَّ الضرب وعظ.
ومن رأى كأنّه يضرب رجلاً على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه فإنّه يريد ذهاب رئيسه.
فإن ضرب في جفن عينه فإنّه يريد هتك دينه.
فإن قلع أشفار جفنه فإنّه يدعوه إلى بدعة.
فإن ضرب جمجمته فإنّه قد بلغ في تغييره نهايته وينال الضارب بغيته.
فإنَّ ضربه على شحمة أذنه أو شقها وخرج منها دم فإنّه يفترع ابنة المضروب.
وقيل إنَّ كل عضوِ من أعضائه يدل على القريب الذي هو تأويل ذلك العضو.
وقال بعض المعبرين إنّ الضرب هو الدعاء فمن رأى أنّه يضرب رجلاً فإنّه يدعو عليه.
فإنَّ ضربه وهو مكتوف فإنّه يكلمه بكلام سوء ويثني عليه بالقبيح.
والخدش: الطعن والكلام.
وأما الرضخ: فمن رأى كأنّه يرضخ رأسه على صخرة فإنّه لاينام ولا يصلي العتمة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الرجم: فمن رأى كأنّه يرجم إنساناً فإنّه يسب ذلك الإنسان.
وأما السب: فهو القتل.
وأما السخرية: فهي الغبن فمن رأى كأنّه سخر به فإنّه يغبن.
وأما الصفع: إذا كان على جهة المزاح فاتخاذ يد عند المصفوع.
وأما العداوة: فمن رأى كأنّه يعادي رجلاً فإنّه يظهر بينهما مودة لقوله تعالى: ^^^ عَسَى الله أنْ والغيبة: راجعة بمضرتها إلى صاحبها فإن اغتاب رجلاً بالفقر ابتلي بالفقر وإن اغتابه بشيء آخر ابتلى بذلك الشيء.
وأما الغيظ: فمن رأى كأنّه مغتاظ على إنسان فإنّ أمره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالى: ^^^ وَرَدّ الله الّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً ^^^.
فإن غضب على إنسان من أجل الدنيا فإنّه رجل متهاون بدين الله.
وإن غضب لأجل الله تعالى فإنّه يصيب قوة وولاية لقوله تعالى: ^^^ وَلَمّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الغَضَبَ ^^^.
وأما الغالب: في النوم فمغلوب في اليقظة.
وأما اللطم: فمن رأى كأنّه يلطم إنساناً فإنّه يعظه وينهاه عن غفلة.
وأما المقارعة: فمن رأى أنّه يقارع رجلاً أصابته القرعة فإنّه لم يظفر به ويغلبه في أمر حق.
فإن وقعت القرعة له ناله هم وحبس ثم يتخلص لقوله عزّوجل: ^^^ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِين ^^^ وأما المصارعة: فإن اختلف الجنسان فالمصارع أحسن حالاً من المصروع كالإنسان والسبع.
فإن كان المصارعة بين رجلين فالصارع مغلوب.
وأما الذبح: فعقوق وظلم.
الهدية: خطبة فمن رأى أنّه أهدى إلى أحد هدية أو أُهدي إليه شيء خطبت إليه ابنته أو امرأة من أقربائه وحصل النكاح لقوله تعالى: «وإنِّي مُرْسَلَةٌ إلَيْهِمْ بهَدِيّةٍ فَنَاظِرةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُون» .
فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطباً لها.
وقيل إنَّ الهدية المحبوبة تدل على وقوع صلح بين المهدي والمهدى إليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ^^^ تهادوا تحابوا ^^^.
وأما استراق السمع: فهو كذب ونميمة لقوله تعالى: «يُلْقُونَ السّمْعَ وأكْثَرَهُمْ كَاذِبُون» .
ويقتضي أن يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقوله تعالى: «إلاً مَنْ اسْتَرَقَ السّمعَ فأتْبَعَهً شِهَابٌ مبين» .
وأما الاستماع: فمن رأى كأنّه يستمع فإنّه إن كان تاجراً استقال من عقدة بيع وإن كان والياً عزل لقوله تعالى: «إنّهُمْ عَنِ السّمَعَ لمَعْزُولُون» .
فإن رأى كأنّه يتسمع على إنسان فإنّه يريد هتك ستره وفضيحته.
ومن رأى كأنّه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها فإنّه ينال بشارة لقوله تعالى: «فَبَشِّرْ عِبَادَ الّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فيَتّبِعُون أحْسَنَهُ» .
فإن رأى كأنّه يسمع ويجعل نفسه أنّه لا يسمع فإنّه يكذب ويتعود ذلك لقوله تعالى: «يَسْمَعُ آياتَ الله تُتْلَى عَلَيْهِ ثمَّ يصر مُسْتَكْبِراً كَأنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أليم» .
وأما الاختيار: فمن رأى كأنّه مختار في قومه فإنّه يصيب رياسة لقوله تعالى: «وَرَبُّكَ يَخُلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ» .
وأما إخراج الرجل: من مستقره فإنّه يدل على نجاته من الهموم.
وحكي أنّ رجلاً أتى بعض المعبرين فقال: رأيت كأنّ جيراني أخرجوني من داري.
فقال له المعبر: ألك عدو قال: نعم.
قال: وهل أنت في حزن قال: نعم.
قال: البشارة فإنّ الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل همِ وحزن لقوله تعالى في قوم لوط: «أخْرِجُوا آلَ لُوطٍ منْ قَرْيَتِكُمْ إنّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهّرُون فَأنْجَيْنَاهُ وَأهْلَه» .
وأما البرهان: فمن رأى في منامه كأنّه يأتي ببرهان على شيء فإنّه في خصومة مع إنسان والحجة له عليه فيها لقوله تعالى: «هَاتُوا بُرْهَانَكًمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِين (.
وأما التدلي: فمن رأى كأنّه تتدلى من سطح إلى أرض بحبل فإنّه يتورع في جميع أحواله ويترك
طلب حاجاته استعمالاً للورع.
فإن رأى أنّه يسقط من سطح إلى أرض فإنّه يقنط من رجل كان يأمله أو يسقط من مرتبته بسبب كلام يتكلم به.
فإن رأى كأنّه في سقوطه وقع في وحل وأما التعزية: فمن رأى كأنّه عزى مصاباً نال أمناً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ^^^ من عزى مصاباً فله مثل أجره ^^^ وإن رأى كأنّ عزى نال بشارة لقوله تعالى: (وَبَشِّرْ الصَّابِرين» .
وأما تغيير الاسم: فمن رأى كأنّه يدعى بغير اسمه فإن دعي باسم قبيح فإنّه يظهر به عيب فاحش أو مرِض فادح.
فإن دعي باسم حسن مثل محمد أو علي أو حسن أو سعيد نال عزاً وشرفاً وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الاسم.
وأما تزكية المرء نفسه: فإنها تدل على اكتسابه إثماً لقوله تعالى: «فَلا تُزَكّوا أنْفْسَكُمْ هُوِ أعْلَمُ بِمَنْ اتّقى» .
فإن رأى كأنّ شاباً مجهولاً يزكيه فإنّه يصيب ذكراً حسناً جميلاً في عامة الناس.
وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسة وعزاً.
وأما الملق: فمن رأى كأنّه يتملق إنساناً في شيء من متاع الدنيا فذلك مكروه.
وإن رأى كأنّه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه فإنّه ينال شرفاً ويصح دينه ويدرك طلبته لما روي في الآثار أنّ الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم.
وقيل أنّ الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعود ذلك ذلة ومهانة.
وأما التوديع: فمن رأى كأنّه يودع امرأته فإنّه يطلقها.
وقيل إنَّ التوديع يدل على مفارقة المودع المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق.
ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر.
وقال بعضهم إنَّ التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنّه من الوداع ولفظه يتضمن الودع وهو الدعة والراحة وأيضاً فإنّ الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:
إذا رأيت الـــوداع فـــافـــرح ولا يهــمـــنـــك الـــبـــعـــاد
وانـتـظـر الـعـود عـن قـريب فـإن قـلــب الـــوداع عـــادوا
وأما التواري: فقد اختلفوا في تأويله فمنهم من قالت إنَّ رأى أنّه توارى فإنّه تولد له بنت لقوله تعالى: «يَتَوَارَى مِنَ القَوْم» .
وقال بعضهم من رأى كأنه توارى في بيت فإنّه يفر لقوله تعالى: «إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وما هي بِعَوْرةٍ إنْ يُرِيدُونَ إلا فِرَارَاً» .
وأما النورة: فقد حكي أنّ قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنّه نور جسده فحلقت النورة
الشعر حتى انتهت إلى عورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه إلى ابن سيرين فقال: أنّه يقتل ولا يوصل إلى عورته يعني حرمه.
فكان الأمر كما عبره.
والتنور: في موضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركوب الدين وزيادة الحزن.
وأما التهاون: فمن رأى في منامه كأنّه تهاون بمؤمن فإنّ دينه يختل ويقنط من رجل يرجوه وتستقبله ذلة.
ومن رأى كأنّ غيره تهاون به وكان شاباً مجهولاً ظفر بعدوه.
وإن تهاون به شيخ مجهول افتقر لأنهّ جده.
وأما التمطي: فملالة من أمر أو كسل في عمل.
وأما الحراسة: فإن رأى أن غيره يحرسه فإنّه يقع في محنة لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسونه كان في محنة فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه: ^^^ ارجعوا فقد عصمني الله ^^^.
.
فإن رأى كأنّه يحرس غيره كيلا يظلم فإنّه يأمن شر الشيطان.
لما روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ^^^ ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين حرست في سبيل الله ^^^ والنار في التأويل سلطان وقيل أنَّ حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه.
وأما الحطب: فمن رأى أنّه يحتطب في الأرض فإنّه يكون مكثاراً تماماً لقوله تعالى: «وامرأتهُ حَمّالَةَ الحَطَب» .
يعني النميمة.
وروي عنه عليه السلام أنّه قال: المكثار كحاطب الليل.
وأما الحفر: فمن حفر أرضاً وكان التراب يابساً نال قدره مالاً.
وإن كان رطباً فإنّه يمكر بإنسان لأجل ما يناله ويناله من ذلك المكان تعب بقدر رطوبة التراب.
وأما الحلف: فمن الأصل دليل الغرور والخداع لقوله تعالى: «وَقَاسَمَهُمَا إنيِّ لَكُمَا لَمِنَ النّاصِحِين.
فَدَلاهمَا بِغرُورِ.
وقوله: (فيَحْلَفُونَ له كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ» .
والحلف الصادق ظفر وقول حق لقوله تعالى: «وإنّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُون عَظِيم» .
والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى: «وَلا تُطِعْ كُلّ حًلاّفٍ مهين» .
ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع.
وأما الدغدغة: فمن رأى كأنّه يدغدغ رجلاً فإنّه يحول بينه وبين حرفته.
وأما الذرع: فمن ذرع ثوباً بشبره أو أرضاً أو خيطاً فإنّه يسافر سفراً بعيداً فإنّ مسحه بعقد إصبع فإنه يتحول من محلة إلى محلة.
وأما رعي النجوم: فإنّه يدل على ولاية.
وأما الرحمة: فمن رأى كأنّه يرحم ضعيفاً فإنّ دينه يقوى ويصح لقوله صلى الله عليه وسلم: ^^^ من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا ^^^.
فإن رأى كأنّه مرحوم فإنّه يغفر الله له.
فإن رأى كأنّ رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالى: «وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرحْمَتهُ» وهي النعم.
فإن رأى كأنّه رحيم فرح فإنّه يرزق حفظ القرآن لقول تعالى: «قُلْ بِفَضْل الله وبرحمته فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحوا» .
قالوا الرحمة هنا القرآن.
وأما السؤال: فمن رأى أنّه يسأل فإنّه يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع.
وأما الشغل: فمن رأى كأنّه مشغول فإنّه يتزوج بكراً ويفترعها لقوله تعالى: «إنَّ أصحَابَ الجنّةِ والشفاعة: قيل إنها تدل على غش وقيل إنّها تدل على عز وجاه.
فإنّه لا يشفع من لا جاه له.
وأما صوت الزنبور: فمواعيد من رجل طعان دنيء لا يتخلص منه دون أن يستعين برجل فاسق.
وأما صوت الدراهم فكلام حسن يسمعه من موضع يحب استزادته فإن كان زيوفاً فمنازعة في عداوة ولا يحب قطع الكلام.
وأما ضفر الشعر: فجيد للنساء ولمن اعتاد ذلك من الرجال ورديء لغيرهم.
وأما الطول: فمن رأى كأنّه طال فإنّه يزيد في علمه وماله.
وإن كان صاحب الرؤيا سلطاناً قوي سلطانه وكان حسن السيرة فيه وإن كان تاجراً ربحت تجارته لقوله تعالى: (وَزَادَهُ بسْطَة في العِلْم وَالجسْم» .
وإن كان صاحب الرؤيا امرأة دلت رؤياها على اليتم والولادة.
وأما الطلب: فمن رأى كأنّه يطلب شيئاً فإنّه ينال مناه لما قيل من طلب شيئاً ناله أو بعضه.
ومن رأى كأنّ أحداً يطلبه فإنّه هم يصيبه.
وأما: العلو: فمن رأى كأنّه يريد أن يعلو على قوم فعلاً فإنّه يستكبر ثم يذل لقوله تعالى: «تِلْكَ الدّار الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذين لاً يُرِيدُونَ عُلُوّاً في الأرْض وَلاً فَسَاداً والعَاقِبةُ للمُتّقِين» .
وإن رأى كأنّه لا يريد العلو نال رفعه وشروراً.
وأما العفو: فمن رأى كأنّه عفا عن مذنب ذنباً فإنّه يعمل عملاً يغفر له الله تعالى به لقوله تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاً تُحبُّونَ أنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ» .
ومن رأى كأنّ غيره عفا عنه طال عمره ونالت رفعة.
وأما العظم: فمن رأى كأنّه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس فإنّه دليل موته.
وأما العمل: الناقص فيدل على الإياس عن المرجو ووقوع الخلل في الرياسة.
وأما العقد: فهو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج امرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة.
فإن انعقد الخيط تيسر ما يطلبه.
وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلوبه.
فإن رأى كأنّ العقدة وقعت على شيء من هذه الأشياء من غير أنَّ يعقدها فإنّه تدل على ضيق وغم من قبل السلطان فإن رأى كأنّ غيره فتحها كان ذلك الغير سبب فرجه عنه.
فإن رأى كأنّه فتحها بعد جهد فإنّه ينجو من ذلك بعد جهد.
وإن رأى كأنّها انفتحت بنفسها فإنَّ الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب.
وأما العدد: فيختلف باختلاف المعدود فإن رأى كأنّه يعد دراهم فيها اسم الله فهو يسبح.
وإن رأى كأنّه يعد دنانير فيها اسم الله تعالى فإنّه يستفيد علماً.
فإن رأى فيها نقش صورة فإنّه يشتغل بأباطيل الدنيا.
وإن رأى كأنّه يعد لؤلؤاً فإنّه يتلوِ القرآن.
فإن رأى كأنّه يعد جوهراً فإنّه يتعلم العلم أو يدرسه.
فإن رأى كأنّه يعد خرزاً فإنّه مشتغل بما لا يعنيه.
فإن رأى كأنّه يعد بقرات سماناً فإنّه تمضي عليه سنون خصبة.
فإن رأى كأنّه يعد جمالاً وحمولاً.
فإن كان سلطاناً أفاد من أعدائه مالاً قيمته توافق تلك الحمول وإن كان دهقاناً أمطر زرعه وإن كان تاجراً نال ربحاً كثيراً.
فإن رأى كأنّه يعد جاورساً فإنّه يقع في شدة وتعب في معيشته وكذلك العدد في كل شيء سواه يرجع إلى جوهره.
العجب: في التأويل ظلم فمن رأى كأنّه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقوته فإنّه يظلم.
وأما عتق العبد: فهو موت المعتق.
فإن رأى حراً كأنّه قد أعتق فإنّه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه.
وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً نال العافية.
وإن كان مديوناً وجد قضاء ديونه.
والعجلة: في التأويل ندامة كما أنّ الندامة عجلة.
والعلم: اتصال ببعض العلوية فمن رأى أنّه أصاب علماً فإنّه يتزوج بعلوية لقوله له: ^^^ أنا مدينهَ العلم وعليّ بابها ^^^.
وأما العتاب: فيدل على المحبة وأنشد:
فإن رأى كأنّه يعاتب نفسه فإنه يعمل عملاً يندم عليه ويلوم عليه نفسه لقوله تعالى: ^^^ يَوْم تَأتِي كُلّ نَفْسٍ تُجَادِلْ عَنْ نَفْسِهَا ^^^.
وأما غزل المرأة: فقد بلغنا عن ابن سيرين أنّ امرأة أتته فقالت: رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منها.
فقال: وما يعجبك من هذا ونقضه أهون من إبرامه وقال هذه امرأة كان لها حق فتركته لصاحبه ثم رجعت فيه.
قالت: صدقت: كان لي على زوجي صداق فتركته في حياته ثم لما مات أخذته من ميراثه.
فإذا رأت المرأة كأنّها تغزل وتسرع الغزل فإنَّ غائباً لها يقدم.
وإن رأت كأنّها تبطئ الغزل فإنّها تسافر ويسافر زوجها.
فإن انقطعت فلكة المغزل.
انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع.
فإن رأت كأنّها تغزل سحاباً فإنّها تسعى إلى مجالس الحكمة.
فإن رأت كأنّها تغزل قطنَاً فإنّها تخون زوجها.
وإن رأى رجل كأنّه يغزل قطناً وكتاناً وهو في ذلك يتشبه بالنساء فإنّه ينال ذلاً ويعمل عملاً حلالاً.
فإن كان الغزل دقيقاً فإنّه عمل بتقتير.
وإن كان غليظاً فإنّه سفر في نصب وتعب.
وأما غسل اليدين بالأشنان: فإنّه يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة.
وقيل إنّه نجاة من الخوف وقيل إنّه إياس من مرجو وقيل إنّه توبة من الذنوب.
وأما فعل الخير: فمن رأى كأنّه يعمل خيراً فإنّه ينال مالاً.
فإن رأى كأنّه أنفق مالاً في طاعة الله فإنّه يرزق مالاً لقوله تعالى: ^^^ وَمَا تنْفِقُوا مِنْ خَيْرِ يُوفَّ إلَيْكمْ ^^^.
وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات فيدل على كثرة الخير والأمن من السوء لقوله تعالى: ^^^ وَلَوْ كُنْتُ أعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسّني السُّوءُ ^^^.
وأما الفتل: فمن رأى كأنّه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلويه على نفسه أو على قصبة أو خشبة فإنّه سفر.
وأما القوة: فمن رأى فضل قوة لنفسه فإن اقترن برؤياه ما يدل على الخير كانت قوته في أمر الدين وإلا كانت قوته في أمر الدنيا.
وقيل إنَّ القوة ضعف لقوله تعالى: ^^^ مِنْ بَعْدِ قوَّةٍ ضَعْفاً ^^^.
وأما كثرة العدد: فمن رأى كثرة العدد والزحام والبؤس فإن كان والياً كثرت جنوده وارتفع اسمه وسلطانه.
وإن كان تاجراً كثر معاملوه.
وإن كان داعياً كثر مستجيبوه.
وأما كلام الأعضاء: فإنّ كلامها يدل كل عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا.
وأما اللوم: فمن رأى كأنّه يلوم غيره على أمر فإنّه يفعل مثل ذلك الأمر فيستحق اللوم لما قيل: وكم لائم لام وهو مليم.
فمن رأى كأنّه يلوم نفسه على أمر فإنّه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: ^^^ إنَّ النَّفْسَ لأمّارة بِالسُوءِ إلا مَا رَحِمَ رَبِّي ^^^.
واللي: في العمامة والحبل سفر.
وأما البيعة: فمن رأى كأنّه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم فإنّه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع.
فإن رأى كأنّه بايع أميراً من أمراء الثغور فإنّه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر لقوله تعالى: ^^^ إنَّ الله اشْتَرى مِنَ المُؤمْنيِنَ أنْفُسَهُمْ وَأمْوِالهُمْ بِأنَّ لَهُمْ الجنَّة ^^^.
إلى قوله: ^^^ وبَشِّرْ المُؤمِنينَ ^^^.
فإن رأى كأنّه بايع فاسقاً فإنّه يعين قوماً فاسقين.
فإن بايع تحت شجرة فإنّه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقوله تعالى: ^^^ لَقَدْ رَضيَ الله عَنْ المؤْمِنين إذْ يُبَايعونَكَ تَحْتَ الشّجَرَة ^^^.
وأما نسج الثوب: فإنّه يدل على سفر.
فإن نسج ثوبه ثم قطعه فإنَّ الأمر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع.
وإن كان في خصومة انقطعت وإن كان في حبس فرج عنه.
ونسج القطن والصوف والشعر والأبريسم كله سواء.
ورؤية الثوب مطوياً سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.
وأما الوعد: فمن رأى كأنّه وعد وعداً حسناً فهو لاقيه.
فإن رأى كأنّ عدوه وعده خيراً أصابه مكروه من عدوه أو من غيره.
فإن رأى كأن عدوه وعده شراً أصاب خيراً من عدوه أو من غيره.
ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس: ^^^ هَلْ أدُلّكَ عَلى شَجَرةِ الخُلدِ وَمُلْك لا يَبَلْى ^^^.
وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها.
والوحدة: في التأويل ذل وافتقار وعزل الملك.
ووزن المال: بين المتبايعين غرامة.
وأما الإرضاع: فإن رأت امرأة كأنّها ترضع إنساناً فإنّه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأنّ المرضع كالمحبوس ما لم يخل الصبي ثديها وذلك لأنّ ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام وكذلك
الذي يمص اللبن كائناً من كان من صبي أو رجل أو امرأة.
وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها.
وأما تنفس الصعداء: فدليل على أنّه يعمل ما يتولد منه حزن.
وأما البكاء: فسرور وخفقان القلب ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج.
وأما الصبر: فمن رأى كأنّه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقوله تعالى: ^^^ أولَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بمَا صَبَرُوا ^^^.
واجتماع الشمل: دليل الزوال لقبوله تعالى: ^^^ حتّى إذَا أخَذَتِ الأرْضُ زخْرُفَهَا ^^^ الآية.
وأنشد:
إذا تـم أمـر بـدا نـقــصـــهُ تـوقـع زوالاً إذا قــيل تـــم
والمعانقة: مخالطة ومحبة.
فإن رأى كأنّه عانقه ووضع رأسه في حجره فإنّه يدفع إليه رأس ماله ويبقى عنده.
وأما القبلة: بالشهوة فظفر بالحاجة وتقبيل الصبي مودة بين والد الصبي وبين الذي قبله.
وتقبيل العبد مودة بين المقبل وسيّده.
فإن رأى كأنّه قبل والياً ولّي مكانه.
وإن قبل سلطاناً أو قاضياً قبل ذلك السلطان أو القاضي قوله.
وإن قبّله السلطان أو القاضي نال منهما خيراً فإن رأى كأنّ رجلاً قبل بين عينيه فإنّه يتزوج.
والعض: كيد وقيل حقد.
وقيل العض يدل على فرط المحبة لأي معضوض كان من آدمي أو غيره.
فإن عض إنساناً وخرج منه دم كان الحب في إثم.
فإن عض إصبعه ناله هم في مخاطرة دينه.
وأما المص: فأخذ مال.
فإن مص ثدييه أخذ من امرأته مالاً.
وكذلك كل عضو يدل على قريب.
وأما القرص: فطمع.
فإن بقي في يده من قرصه لحم نال من طمعه.
وإن قرص إليته فإنّه يخونه ومن باع مملوكاً: فهو له صالح ولا خير فيه لمن اشتراه.
ومن باع جارية فلا خير فيه.
ومن اشترى جارية فهو له صالح.
وكل ما كان خيراً للبائع فهو له للمشتري.
والنار: في التأويل هو الهدى والظلمة هي الضلالة.
والطريق: المضلة ضلالة وجور عن الطريق والخراب: من الأماكن ضلالة لمن رأى أنّه فيه إذا كان صاحب دنيا.
ومن رأى أنّه عامراً تساقط وخرب.
فإنَّ ذلك مصائب تصيب أهل ذلك الموضع.
والحصن: حصانة في الدين لمن رأى أنّه فيه.
ومن جمع له أمره واستمكن من الدنيا فقد أشرف على الزوال وتغيير الحال لأنّ كل شيء إذا تم زالت.
ومن رأى كأن فمه امتلأ ماء حتى لم يبق فيه موضع فذلك استيفاء رزقه.
ومن رأى داره حديداً أو ثوبه أو ساقه أو بعض أعضائه دل ذلك على طول عمره ونموّه.
ومن رأى شيئاً من ذلك قوارير مجهولة قصر عمره.
والمفتاح سلطان ومال وخطر عظيم.
ومن رأى أنّه أعرج أو مقعد فإنَّ ذلك ضعف يقعد به عما يحاول.
ومن توكأ على عصا اعتمد على رجل في أمره.
ومن رأى أنّه مقفع اليدين أو يابسهما وكان في الرؤيا ما يدل على البر فإنَّ ذلك كف عن المعاصي.
ومن رأى أنّه صائم أو ملجم بلجام فإنّه كف عن الذنوب قال الشاعر: ومن رأى أنّه أصم أو أخرس فإنَّ ذلك فساد في الدين.
ومن رأى أنّه فقيه يؤخذ عنه ويقبل منه فإنه يبتلى ببلية يشكوها إلى الناس فيقبل قوله.
ومن رأى أنّه شيخ وهو شاب.
فإنَّ ذلك وقار.
وكذلك المرِأة إذا رأت أنّها نصف أو عجوز وهي شابة.
ومن رأى أنّه صبي وهو رجل أتى جهلاًً وصبا.
ومن رأى أن صلاته فاتته أو أنه لا يجد موضعاً يصلي فيه.
فذلك عسر في أمره.
وكذلك إن فاته الوضوء ولم يتيمم.
وكذلك الغسل والتيمم.
وأما البربط: وما أشبه من المطربات فلهو الدنيا وباطلها وكلام مفتعل.
لأنّ الأوتار تنطق بمثل الكلام.
وليس بكلام إلا أن يكون صاحب الرؤيا ذا دين وورع فيكون ذلك ثناء حسناً.
وقد يكون البربط لمن رأى أنّه يضرب به ولم يكن صاحب دين ثناء رديئاً على نفسه وهو كاذب.
والمزمار والرقص مصيبة عظيمة.
والطبل: إذا انفرد خبر باطل مشهور.
والدف: شهرة.
والشطرنج: باطل من القول وزور يطالب به.
وكذلك النرد واللعب بالكعاب واللعب بالجوز منازعة وخصومة إذا حرك وقعقع.
فإذا لمِ تحرك ولم يكن له صوت فإنّه مال محظور عليه.
فإن رأى أنّه كسره وأكله أصاب مالاًً من رجل أعجمي.
وزجر الطير والكهانة: أباطيل.
وقول الشاعر: إذا لم يكن فيه حكمة ولا ذكر الله تعالى فهو زور والنبط يسمون الشاعر مؤلف زور والله تعالى يقول: ^^^ والشُعَرَاءً يَتّبِعُهُم الغَاوُونَ.
ألَمْ تَرَ
وإنـمـا الـشـاعـر مـجـنـون كـلـب أكثر مـا يأتـي عـلـى فـيه الـكـذب
والغناء والحداء: باطل ومصيبة.
والرقى: باطل إلا رقية فيها القرآن أو ذكر الله تعالى.
والشيطان: عدو مخادع في الدين.
والجن: هم دهاة الناس لقول الناس: فلان جني وما هو إلاّ من الجن إذا كان داهية.
وكذلك السحرة.
ومن رأى أنّه انهدم عليه بيت أو بناء أصاب مالاً كثيراً وِمن مشى في رمل أو وعث عالج شغلاً شاغلاً.
فإن حمله أو استفه أصاب مالاً وخيراً.
ومن رأى فرساناً يتراكضون خلال الدور ويدخلون أرضاً أو محلة فإنّها أخطار تصيبهم.
ومن رأى إبلاً مجهولة تدخل محلة أصابتهم أمطار وسيول.
وإن رأى ثوراً ذبح في محلة أو دار فاقتسموا لحمه فإنَّ ذلك مصيبة برجل ضخم يموت ويقسم ماله وكذلك البعير والكبش والعجل فإن ذبح شيئاً من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله فإنّه رزق إن أكله ومال يحوزه.
ومن قطع عليه الطريق: وذهب له مال أو متاع أصيب بإنسان يعز عليه.
وإن رأى لصاً دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به فإنّه يموت إنسان هناك.
فإن لم يذهب بشيء فإنّه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو.
ومن رأى أنّه أسير أصابه هم.
ومن رأى أنّه ضعيف في جسمه أصابه هم.
ومن رأى أنّه محزون أصابه سرور.
ومن رأى أنّه عليه حملاً ثقيلاً مجهولاً أصابه وإن رأى أنّ رؤوس الناس مقطوعة: في بلد أو محلة فإنَّ رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع.
وإن أكل منها أو نال شعراً أو عظماً أو مخاً أو عيناً أصاب مالاً من رؤساء الناس.
فإن رأى والياً ميتاً كأنّه عاش وهو في بلده.
فإن سيرته تحيا في ذلك المكان أو يليه رجل من عقبه أو عشيرته أو نظيره أو سميه ومن رأى أنّه تحول خليفة وليس هو لذلك موضعاً شهر بمكروه من مصائب تصيبه وشمت به عدوه.
ومن رأى هلالاً طلع من مطلعه في غير أول الشهر فإنّه طلعة ملك أو ولادة مولود عظيم الخطر أو قدوم غائب أو ورود أمر جديد وليس طلوع الهلال كطلوع القمر.
وطلوع النجم رجل شريف.
ومن عانق رجلاً: حياً أو ميتاً طالت حياته وكذلك إن صافحه.
والدواب والأنعام: جدود ومنافع للناس وركوب دابة البريد سفر في سلطان قليل الأتباع.
والجبال والشجر والكهوف ملجأ ومأوى وكنف.
ومن رأى أنّه يقطع شجرة أو نخلة مرض هو أو بعض أهله وربما كان موتاً إذا قلعها.
ومن دخل بيتاً جديداً: ازداد غنى وتزوج فالبيت المفرد امرأة.
ومن رأى أن رجله انكسرِت فلا يقربن السلطان زماناً وليدع الله عزِّ وجل.
ومن رأى خبزاً كثيراً كباراً وصغاراً من غير أن
يأكله زاره إخوانه وأصدقاؤه عاجلاً والخبز النقي صفاء عيش لمن أكله.
ومن رأى أرضاً مخضرة: قد يبست أو أجدبت أصابه شر وما أصابه من الملك رفعة.
ومن رأى أنّه يدخل بيتاً مجصصاً عمِل عمَل السوء وكذلك لو كان ابتناه.
وإن كان منِ طين فهو صالح وبالحري أن يتزوج.
ومنِ نقل الحجارة أو الجبال زاول أمراً عظيماً.
ومن أصاب طلعة أو طلعتين أصاب ولداً وإن أكل من ذلك أكل من مال الولد.
وأكل الطلع نيل رزق.
ومن رأى أنّه يصرم نخلة.
فإنَّ أمره ينصرم.
ومن رأى أنّه يرجع في أرجوحة فإنّه يلعب بدينه.
ومن أصاب جوز هند سمع قول الكهنة.
واللبان: بمنزلة الدواء لمن أكله فإن مضغه كثر كلامه فيما لا ينفعه.
ومن رأى أنّه يسعل فإنّه يشكو رجلاً.
فإن تثاءب هم بالشكاية.
فإن رأى أنّ به فواقاً فإنّه يغضب ويتكلم بما لا يريده أو يمرض مرضاً شديداً.
ومن خرجت منه ريح: لها صوت في مجمع الناس أو غير المتوضأ زل بكلمة ومن بصق خرج منه كلام ومن امتخط ألقح ولداً.
والضرب: لمن رأى أنّه ضرب وهو موثق بأسطوانة أو مغلوب مقموط فهو ضرب اللسان.
ومن ضرب بالسياط من غير شد وأخذ بالأيدي فهو مال كسوة.
ومن رأى أنّه يحضن بيضاً فإنّه يصيب نساء ويمكث معهن.
ومن رأى في ثديه لبناً فإنّه زيادة في دنياه.
ومن رأى أنّ لامرأتّه لبناً لم تلد المرأة أبداً.
فإن كان لها ولد ساد أهل بيته.
ومن خضب يده أو رجله فإنّه يزين قرابته بغير زينة الدين ويغطي على أحوالهم.
فإن كان الخضاب في غير موضع الخضاب أصابه خوف وهم ثم ينجو.
ومن رأى أنّ له قرناً فإنّه منعة.
فإن رأى أنّ له ذؤابة فإنّها ولد وقرابة يعز بهم.
ومن رأى أنَّ له حافراً فإنّه قوة.
ولو رأى أنّ له خفَاً كخف البعير أو مخلباً كمخلب الطير أو منقاراً كمنقاره فذلك قوة.
ومن رأى أنّه يجز شعر جسده نال زيادة في دنياه وكذلك كل زيادة في الجسم إذا أخذت.
ومن قطعت خصيتاه انقطعت عنّه إناث الأولاد.
ومن انقطع ذكره انقطع عنه ذكور الأولاد وإن رأى الأصلع أنّ له شعراً أصاب مالاً.
ومن رأى أنّ ثيابه تحرّقت وقع بينه وبين قرابته خصومة وقطيعة.
ومن دخل بستاناً مجهولاً: في أيام سقوط الورِق فرأى الورق يسقط أو رأى الشجر عارية مجهولة أصابته هموم.
ومن رأى بستاناً عامراً له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها رزق الشهادة ويدخل الجنة.
فإن رأى أنّه له بستاناً يأكل من ثمر شجره فإنّه يصيب مالاً من امرأة غنية.
فإن التقط الثمار من أصول الشجر خاصم رجلاً شريفاً وظفر به.
فإن رأى أنّ الغبار ركب شيئاً فهو مال لأنّه من التراب فإن رآه بين السماء والأرض فإنّه أمر يلتبس لا يعرف المخرج منه بمنزلة الضباب.
والمسمار: رجل يتوصل به الناس في أمورهم وكذلك الجسر والقنطرة والركض على الدابة أو على القدمين ارتكاض في طلب الدنيا.
ومن رأى أنّه يكنس بيته ذهب ماله فإن كنس بيت غيره أصاب من ماله.
ومن رأى أنّه مقطوع الأرنبة مات وإن كانت امرأته حبلى ماتت أو مات ولدها.
ومن رأى أنّه ينادى من موضع بعيد مجهول فأجاب مات.
ومن سقط من ظهر بيته فانكسرت يده أو رجله أصابه بلاء في نفسه أو ماله أو صديقه أو ناله من السلطان مكروه.
ومن رأى أنّه نبت عليه الحشيش أو الشجر أصاب خيراً ونعمة بعد أن لا يغلب ذلك على سمعه أو بصره أو لسانه أو بعض جوارحه فيهلك.
ومن رأى فعلة يعملون في داره خاصم أقاربه وهجر صديقاً له.
وأما الكامخ والصحناء والخردل فهم: ومن رأى أنّه نشر بمنشار أصاب ولداً أو أخاً أو أختاً.
والجوع خير من الشبع والري خير من العطش والفقر خير من الغنى والبكاء خير من الضحك إلا تبسماً.
ومن رأى أنّه مظلوم فهو خير من أن يرى أنّه ظالم.
ومن رأى أنّه يملك الريح أصاب سلطاناً عظيماً وكذلك الطير والجن ومن رأى أنّه معلق بحبل من السماء إلى الأرض ولي سلطاناً بقدر ما استعلى عن الأرض.
فإن انقطع به زال ذلك السلطان عنه.
والملح الأبيض: دراهم وعين.
والملح الطيب دراهم فيها هم ونصب.
والصمغ: فضول منن أموال الرجال.
والتخلل بالهلال لا خير فيه لأن السنان هي القرابة والخلال بمنزلة المكنسة.
ومن أهدى هدية يستحب نوعها كان ذلك للمهدي أو المهدى إليه.
ومن رأى من أصحاب السلطان أنه يسلب قميصه حتى تجرد فهو عزله.
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن الله عز وجل سيقمصك قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه فإن رأى أنه معزول فإنه مغلوب على أمره.
فإن رأى السلطان في النزع أو مخبولاً أو أن منبره انكسر أو سقط منه أو حلق رأسه أو نزع سيفه أو انهدمت داره التي يسكنها أو نصبت له شبكة وقع فيها أو نطحه ثور أو وطئته
دابة فإن ذلك كله هم وعزل.
فإن رأى أنه جالس على الأرض أو أن عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه.
وإن اتصل ثوبه بثوب آخر زيد في سلطانه ولا سيما إن كانت عمامة.
ومن رأى الكعبة داره لم يزل ذا سلطان وصيت في الناس فإن رأى أنه يريد سفراً أو يشيعه قوم فإنه فراق لحالة تحول عنها إلى خير منها أو شر وكذلك إن شيع قوماً.
ومن رأى أنه يباع مملوكاً ضيق الله أمره وذل.
ومن أعار أو استعار نال مرفقاً لا يدوم أو ناله إن كان نوعه مما يستحب ومن رأى أنه مسموم بأمر أو أخذ فيه ومن رأى أن منارة مسجد قد انهدمت تفرق أهل ذلك المسجد واختلفوا في آرائهم وذات بينهم.
ومن رأى أنه غواص في البحر لإخراج اللؤلؤ: فإنه طالب كنز أو مال من قبل ملك والخوص من النخل بمنزلة الشعر من الشاة والأرضة من الخشب بمنزلة الدود في الجسد.
ومن أصابته زمانة في جسده خذله قرابة له ومن أصاب قلماً أصاب علماً.
ومن رأى أنه يأكل ثوبه فإنه يأكل من ماله.
ومن ركب عجلة أصاب سلطاناً أعجمياً ونال شرفاً وكرامة.
وإن رأى في السماء أبواباً مفتحة كثرت الأمطار في تلك السنة وزادت المياه بقوله تعالى: ^^^ ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر ^^^.
ومن رأى أنه يقرع باباً فإنه يستجاب دعاؤه لقولهم: من ألحَّ على قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وربما كان ظفراً بأمر يطلبه.
فإن قرع الباب وفتح له كان يوشك له الاستجابة والظفر.
وكل ما كان له قوة على غيره ورفعة على ما سواه فهو سلطان ومالك وقاهر.
وكل ما كان وعاء للمال وجيد المتاع فدال على القلب.
وكل ممزوج ومدخول بعضه في بعض فدال على الاشتراك والنكاح والمعاونة.
وسقوط العلويات على الأرض: دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف.
وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه وليس يرجى صلاحه ولا حياته.
وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها.
وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق فإنه لا يرجى.
والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه وصلاحه وإفاقته لأنّه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه.
والمخطوف كخطف الموت.
وكل ما كان له أسفل وأعلى فأعاليه سادة وذكور وأسافله نساء ورعية وعبيد وعامة.
وما اشتهر من الحيوان بذكوره فهو ذكر كالذئاب حتى يقوله ذئبه والثعالب حتى يقول ثرملة
والوعول حتى يقول أروية والقرود حتى يقول قشة والخيل حتى يقول رمكة ونحوه.
وما اشتهر بإناثه فهو نساء حتى يذكر ذكره كالحجل حتى يقوله يعقوب والفأر حنى يقول جرذ والقط حتى يقول العصر فرط والخنافس حتى يقول الحنظب.
هذا ونحوه.
وما كان من الفواكه غالبه حلو: فهو على ذلك حتى يقول كأنّه مر أو حامض في مذاقه.
أو ضميره.
وما عرف بالحموضة أكثره جرى على ذلك حتى تصفه بالحلاوة.
وكل ما كانت زيادته محمودة كالبدن والقامة واللسان واللحية واليد والذكر إذا خرج عن حده عاد تأويله إلى الفضيحة إلا أن يدخل عليه ما يصلحه أو يعبره عابر في المنام أو يفسره.
وكل ما رؤي في غير مكانه وفي ضد موضعه فمكروه كالنعل في الرأس والعمامة في الرجل والعقد في اللسان.
وكل من استقضى أو استفتى أو استحلف ممن لا يليق به ذلك نالته بلايا الدنيا واشتهر بذلك وافتضح.
وكذلك إن خطب على منبر فقد يصلب على خشبة.
وإذا تواترت أدلة العز والغنى في الرؤيا عاد ذلك سلطاناً.
وكل ما يقوى فيه من أدلة الغم والهم صار خوفاً من جهة السلطان لأنّه أعظم المخاوف وقد يصير موتاً.
وكل ما دل من الملابس على المكروه فخلقه على رأس أهون من جديد.
وكل ما كان جديده صالحاً فخلقه رديء.
والتبسم: صالح فإذا خرج إلى القهقهة صار بكاء وحزناً.
والبكاء: بالعين ضحك وفرح.
وإن كان معه عويل أو صراخ أو رنة فهو مصيبة وترحة.
والدهن: ثناء حسن فإن سال وكثر صار هماً.
والزعفران ثناء حسن وماله فإن صبغ به جسد أو ثوب عاد هماً وغماً والضرب كسوة.
ومن صار له جناح نال مالاً فإن طار به عاد سفراً.
ومن قطعت يده فارق ما تدل عليه.
وإن أخذها أو أحرزها بعد القطع استفاد من تدل عليه.
والمريض: إذا خرج متكلماً أفاق.
وإذا خرج صامتاً مات.
والمقلوب في التأويل تعاقب الأشياء في التفسير واشتراكها في التغيير كالحجامة ربما كانت صكاً يكتب في عنقه.
وكذلك الصك المكتوب حجامة.
وأكل التين: ندامة وهم وغم الندامة والهم أكل التين.
والحرب طاعون والطاعون حرب.
والسواد من ألوان الثياب: دال على السؤدد والمال أو على السوء والمرض: والذنوب والعذاب.
والحمرة: دالّة للرجال على البغي والذنوب والشهرة وهيجان الدم وللنساء على الفرج.
والصفرة: دالة على الأسقام والأفزاع والهموم.
والبياض: دالة على البهاء والجمال والتوبة والصلاح.
والخضرة: دالة على الشهادة ودخول الجنة والأعمال الصالحة وربما دلت على الضر الموجب للأجر.
والخروج من الأبواب الضيقة: بشارة بالنجاة والسلامة لمن لا ذنب له من الصغار ولأهل الخير من الكبار.
وفي المرضى دالة على الموت والخلاص مت الدنيا والراحة.
ولمن كان سالماً دالة على المرض لأنّ السلامة لا يسر بها إلا من فقدها.
ومن رأى ميتاً مقبلاً عليه ضاحكاً إليه فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله أو لما وصل إليه من دعائه.
فإن لم يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حاله وطاعته لربه.
ومن دعا له ميت فدعاؤه أخبار عما في غيب الله عزّ وجلّ.
ومن أكل شيئاً من المواعين والمستخدمات: أكلاً لا ينقص المأكول أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس.
وإن أكله كله باعه وأكل ثمنه.
وإن أكل من حيوان أو جارح أفاد منه أو ممن يدل عليه أو من كده وسعيه.
وإن لم ينقصها أكله اغتاب من يدل عليه من الناس.
ومن عاد في المنام إلى حال كان فيه في اليقظة عاد إليه ما كان يلقاه فيها من خير أو شر.
والسفر والنقلة من مكان إلى مكان: انتقال من حال إلى حال على قدر اسم المكانين.
وإسلام الكافر في المنام دال على موته لأنّه يؤمن عند الموت ولا ينفعه إيمانه.
وموته أيضاً يدل على إسلامه ورجوعه إلى الخير.
ومن أخبر في المنام بأمر فإن كان المخبر من أهل الصدق كان ما قاله كما قاله.
وإن كان إقراراً على نفسه فهو إخبار عما ينزل به ويكون ذلك مثل قوله.
ومن تكلم في غير صناعته مجاوبَاً لغيره فالأمر عائد عليه في نفسه.
وإن كان ذلك من علمه وصناعته فالأمر عائد على السائل.
ومن تحول اسمه أو صفته أو جسمه ناله من الخير والشر على ما انتقل إليه وتبدل فيه.
ونبات الحشيش على الجسم: إفادة غنى.
وإن نبت فيما يضر به نباته فمكروه إلا أن يكون مريضاً فدليل على موته.
والوداع دال للمريض على موته وطلاق للزوج وعلى السفر وعلى النقلة مما الإنسان فيه من خير أو شر أو غنى أو فقر على قدر المكان الذي ودع فيه وضميره في السير وما في اليقظة من الدليل.
وأما الملح: فقال القيرواني أنّه يدل على مال عليه التراب من الأموال لأنّه من الأرض سيما أنّ به صلاح أقوات النفس فهو بمنزلة الدراهم والأموال التي بها صلاح الخلق ومعايشهم.
ويدل أبيضه على بيض الدراهم وأسوده على سود الدراهم ومطيبه على الذهب.
والمال الحلال وربما دل على الدباغ لأنّ كليهما أموال وعروض وغنائم وهو دباغ بالحقيقة وربما دل على الفقه والسنن والأديان لأنّ به صلاح ما به معاشه ويخشى منه كقول بعض الحكماء في فساد العلماء:
بالملـح يصـلـح مـا يخـشـى تـغـيره فكيف بالمـلـح إن حـلـت بـه الـغـير
وربما دل الشفاء من الأسقام لما جاء في بعض الآثار أنَّ فيه شفاء من اثنين وسبعين داء.
وربما دلت السبخة على دار العلم وحلقة الذكر ودكان المتطبب ومعدن الفضة والأندر والجرين وعلى المرأة العقيم ذات المال والغلات فمن استفاد ملحاً في المنام أو ورثه وهب له أو نزل عليه من السماء أو استقاه بالرشاء نظرت إلىِ حاله فإن كان سقيماً بشرته بالصحة.
وإن كان طالباً للعلم ظفر بالفقه وإن كان طالباً للدنيا عبرته له بالمال وخليق أن تكون فائدته وكسبه له من أسباب الملح أو الملوحة كالجلاد والدباغ والمسافر في البحر والصياد وبائع الزيتون والملوحة وإن مرّ بسبخة في منامه وأخذ من ملحها في وعائه وأداه إلى بيته فإما دواء يأخذ من طبيب أو جواب يأخذه من فقيه أو مال يأخذه من عجوز عقيم أو سلعة من الملوحات يشتريها من بائعها أو جلابها أو عاملها أو أصلها ومكانها.
والطفل: يدل على ما دلت عليه التراب من الأموال والفوائد لأنّه من تراب الأرض.
وهو في ذلك أنفع وأدل على الكسب والبقاء.
فمن أفاد طفلاً في المنام أو اشتراه أو حفر عليه أفاد مالاً.
فإن أكله أكل حراماً لما فيه من النهي عن أكله.
ويدل أكل الطفل على الجبل لأنّه من شهوات الحامل.
ومن رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها أو لا يصيب موضعاً يصليها فيه فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا.
ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه فإنّه لا يتم له أمره الذي يطلبه إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً.
ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه.
وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره.
فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
ومن رأى أنّه قائم على حائط أو راكبه فإنَّ الحائط حاله التي يقيمه إن كان
وثيقاً كانت حاله حسنة وإلاّ فعلى قدر الحائط واستمكانه منه.
ولو سقط عن ذلك الحائط سقط عن حاله تلك أو عرت رجاء يرجوه أو عن أمر هو به مستمسك متعلق.
ومن رأى أنّه ضعيف في جسمين: فإنّه يصيبه هم.
والزعفران من الطيب ثناء حسن ما لم يظهر له صيغ.
فإن ظهر له صبغ في ثوب أو جسم فهو مرض.
فإن رأت امرأة أنّها حاضت لغير وقتهِا: ظهر لها مال.
والرجل بمنزلتها إذا رأى أنّه أمذى ظهر له مال.
ومن رأى أنَّ به فواقاً فإنّه يغضب ويتكلم بما ليس من شأنه أو يمرض مرضاً شديداً.
وإذا رأت المرأة أنّها امتخطت ولدت جارية تشبهها.
ولو رأت امرأة مريضة أنها تزوجت زوجاً مجهولاً فإنّها تموت إلا أن يكون شيخاً مجهولاً فإنّها تبرأ وتصيب خيراً إذا هي عاينته أو وصف لها أنّه شيخ.
وكذلك لو رأى رجل أنّه تزوج بابنة شيخ مجهول أو أخت شيخ مجهول فإنّه يصيب خيراً كثيراً لأنّ الشيخ المجهول جد صاحب الرؤيا.
ومن نكح امرأة ميتة فإنّه يحيا له أمر ميت ويظفر به أو يصيب سلطاناً من موضع لا يرجوه.
ولو رأت امرأة أنَّ رجلاً ميتاً ينكحها فإنّها تصيب خيراً من موضع لم تكن ترجوه.
ومن رأى أنّه مضروب: لا يدري كيف ضرب فهو صالح له يصيب مالاً وخيراً وكسوة.
وأجود الضرب في التأويل ما كان هكذا.
ومن رأى أنّ له ريشاً أو جناحاً فإنَّ ذلك رياسة يصيبها وخيراً إلا أن يرى أنه يطير بجناحه ذلك فإنّه يسافر سفراً في سلطان بقدر ما استقل من الأرض.
والمرأة إذا رأت كأنّ لها لحية كلحية الرجل فإنّها لا تلد ولداً أبداً.
وإن كان لها ولد ساد أهل بيته أو يكون لقيمها ذكر في الناس.
والخضاب زينة وفرج للمرأة والرجل ما لم يجاوز العادة.
ومن يرى بهيمة تنكحه: أو نحوها فإنّه يؤتى إليه من الخير والإفادة فوق أمله.
فإن كان ما ومن شتم إنساناً: مما لا يحل له فإنَّ المشتوم يظفر بالشاتم.
ومن رأى أنّه ساجد أو راكع: كان ذلك له ظفراً وصلاحاً في أمره.
ومن دخل قبراً فإنّه يسجن.
ومن رأى أنّه ملفوف كما يلف الميت فإنّه موته إذا غطي رأسه ورجلاه فإن لم يغط رأسه ورجلاه فإنّه فساد دينه.
ومن أغلق باباً: تزوج امرأة.
وإن كان الباب من حديد فهو أجود وأهنأ.
ومن رأى أنّه مريض فسد دينه ولا يموت تلك السنة.
ومن رأى أنّه يقود أعمى فإنّه يرشد ضالاً إلى الهدى.
وإن
رأى أحد خفيه انتزع منه أو احترق أو غلب عليه فإنّه يذهب نصف ماله من المواشي بأرض العجم.
ومن رأى في يده كسرة خبز: يأكلها في طريق أو سوق فقد بقي من عمره قليل.
وإن كانت الكسرة رقيقة فالأمر أعجلِ.
وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة.
فإن رأى أنّه يأكل على مائدة رغفاناً غلاظَاً فهو طول عمره بعد أن لا يرى المائدة رفعت من بين يديه.
فإن رفعت بعد فراغه.
فقد نفد رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد.
ومن أصاب القرع: أصاب خيراً ويقاتل إنساناً وينازعه ويظفر.
وورق الشجر رزق وأموال إلا ورق التين فإنّه حزن.
ومن رأى أنّه يسافر فإنّه يتحول ومن تحول فإنّه يسافر.
وانهدام الدار أو بعضها موت إنسان بها.
وموت إنسان في الدار ولم تكن له هيئة الأموات من بكاء أو كفن أو نحوه.
فإنّه انهدام بعض الدار وكسر السفينة وهو فيها موت الولْد.
وشعر الرأس والجسد: مال.
وعورات الجسد هي عورات صاحبه من النساء.
ومن رأى أنّ ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإنّه يقيم في الأمر الذي ينسب ذلك الثوب إليه ويمكث فيه.
ومن رأى أنّه يعبد الله أو يحمده أو يذكر الله عزّ وجل: أصاب نجيراً أو غبطة.
ومن خرج من باب ضيق إلى سعة فإنّه صالح.
ومن رأى أنّه يمشي قهقري إلى ورائه: فإنّه يرجع على أمر قد توجه فيه وعمل به.
فإن رأى أنّه يوصي وصية من يموت بحكمة فإنه يتعاهد صلاح دينه والرديف في الرؤيا هو الخلف وربما كان يسعى بجد صاحبه الذي تقدّمه.
ومن رأى أنّ منزله تحول بيعة للنصارى: فإنَّ قوله بالقدر يضارع قوله النصارى.
ولو رأى أنَّ منزله تحول كنيسة لليهود فإنَّ قوله يضارع قول اليهود.
واللحم المالح المكسور عضو والمسلوخ إذا دخل داراً فهو خير يأتيهم في مصيبة قد كانت وخمد ذكرها بقدر بلوغ اللحم.
ومن رأى أنّه يأكل مخاطه فهو يأكل من مال ولده.
وأكل مخاط غيره أكل مال ولد صاحب المخاط.
ومن رأى جنازة: يتبعها نساء مجهولات ليس فيهن رجل فهو وال يتبعه أمور أو تحيط به أمور كهيئة النفساء وإن كن منتقبات فهن أمور ملتبسات وإلاّ فعلى قدرهن في الهيئة وإن كن نساء معروفات فهن هن بأعيانهن أو أمور معروفات أو يتولى على قيمهن كما يتبعن الجنازة.
فإن
رأى ثوبه وسخ فإن الوسخ في الثوب ذنوب لا